كان يوماً عصيبا كما قيل .. يوما عاشه "ميم" ولن ينس تفاصيلة ما ظل على قيد الحياة
------------------------------------
بعد الاعتقالات المختلفة لمختلف الرموز والكوادر لكافة الاتجاهات التى لا ترضى عنها حكومتنا المصون تحدث "ميم" بعمق متذكرا ذلك الحدث الذى وقع قرب احتفالات رأس السنة الجديدة .. لمعت عيناه عندما استرجع ما حدث .. وبدأ الحديث
------------------------------------
سنتحدث هاهنا عن مفكر ملتزم .. أحب نشر الخير .. يدعى حسام .. كان دوما عصامى وقدر له الخير فمال قلبه للإيمان
حسام يقول انه يحرم على المسلمين الاحتفال برأس السنة الميلادية .. حسام يثبتها من الكتاب والسنة .. حسام مقتنع تماما فلا داعى للنقاش .. قرر نشر رسالته .. سيكتبها على الحاسب ثم يطبعها الاف النسخ وتعم المعرفة
حسام لم يرد الا نشر فكره .. وللجميع الحق فى قبولها او رفضها .. حسام وميم اصدقاء .. ذهب حسام الى ميم ليكتب عنده الرسالة على حاسوبه لعدم امتلاكه حاسوب .. فرحب ميم بالفكرة
------------------------------------
كتبها حسام ونشرها .. الاف النسخ نشرت وقبلها الكثير ورفضها الكثير .. لكن احدهم لم يمتعض .. احدهم لم يضر .. احدهم لم يستغيث .. ومن رفضها لم يكترث
لكن أحد من قام بتوزيع الوريقة اخذته الحماسة ووزعها جوار مبنى امن الدولة .. ولصقها بالقرب من المبنى
لم تمض دقائق .. حتى ذهب الى المبنى ليكلم ( الباشا ) كما اخبر .. ذهب ثابت الجنان .. لم يبال .. لأنه لم يكن يعلم وقتها ماسيحدث .. وبدأ السؤال الابدى ( مين اللى كاتب الكلام دا )
طبعا ذلك الهمام لم يقل بسهوله فاضطر ان يقول بـ(صعوبة) بعد ان علم جيدا انه كبشرى لن يستطع التحمل خصوصا اذا تذكرنا الاثار الجانبية من تبول لا ارادى وشلل رباعى وخماسى وسداسى ايضا :$
------------------------------------
ذهب حسام الى مبنى امن الدولة ليبدأ فاصل من المعاملة السيئة ( يا ريت سيئة ) مع التحذير الدائم من ( البشوات ) بعدم فعل مثل هذه الاشياء . حتى لا يعرض نفسه ( للمخاطر ) .. ظل قرابة الاربعة ايام داخل مبنى امن الدولة .. ينعم بمعاملة المفكرين ( المصريين ) 1
------------------------------------
استيقظ "ميم" الساعة 10 مساء على صيحة من والدته .. ( اعتقلووووو حسااااااام )
(حسام مين ؟؟ ) تسائل فى عدم فهم .. ( حسام صاحبك ) قالت بغيظ .. (صاحبى مين ؟؟ ) رد بغباء
------------------------------------
بعد أن فهم "ميم" حجم الموقف اتصل بأخيه حيث كان مسافر ليعلم أين الاسطوانات والكتب و ما هو مكتوب بخط اليد ف المنزل .. كل ما هو دينى .. عادا المصحف الشريف .. كتاب مثل ( الدعوة الفردية ) ومثل ( الثمرات الزكية ) قضايا جاهزه لأن الكتب ممنوعة من التداول .. ومثلها الكثير من الافكار المقيدة من قبل حكومتنا المصون
وقرر "ميم" التخلص من هذه الكتب لأحتمال قدوم الاخوة من اصحاب الزى الاسود ليجعلوا حياته اسود من زيهم القاتم المقبض
حزف البرامج الدينية من على الحاسوب .. اخذ ما يقدر بسنين لعلماء الامة من جهد وعرق وسهر حتى وصلت لنا فى صورة افكار وكتب .. ليحرقها او يتخلص منها
دمعت عيناااااه فى عجز
اين سيضع تلك الكتب .. اسيخفيها فى حفرة كما تخفى الممنوعات ؟؟؟ .. قرر انقاذ اهم الكتب .. لاااا لا يمكن ان تحرق .. لا يمكن
------------------------------------
وصل مكان مهجور ليس به الا الكلاب والقطط تحيا فى سلام وحرية .,. بعكسنا تماما
اخرج ما سيحرقة مما انتقاه .. وابتدى الحريق ف الاشتعال ينبض بظلم تجرعته البلاد على مر السنين .. متحملين الظلم من يوم ظلم فرعون المصريين قائلا لهم انا ربكم الاعلى .. صامدين من الاف السنين.. حقا شعب عظييييييم
استمرت تلك العملية قرابة النصف ساعة ليتخلص من كل ما انتقاه .. ولم يبقا معه غير الاسطوانات المدمجة .. تلك الكنوز لمختلف العلماء والائمة .. وكتابان .. كتاب عقيدة وكتاب دعوة .. و وضع تلك الكنوز وديعة لدى اصدقائه وعاد الى منزلة و هو يشعر بنزيف فى كرامتة .. يشعر بتمزق لإرادته وحبس لحريته وافكارة .. كان يصرخ فى صمت .
كان هذا الجزء ما يحتاج ميم روايته ولم يحتاج ان يروى غيرة .. لم يحتاج أن يروى ماذا حدث لحسام بداخل أمن الدولة بمباركة ( البشوات) .. لم يحتاج ان يقول انه عاش خائفا على والدته و والده ليس اكثر اياما الى ان خرج حسام .. لم يرى فائدة فى ان يصف شعورة عندما اتصل به احد الاخوة ليخبره أن حسام ينصحه بالابتعاد عن اى نشاط او اى شئ ترى فيه حكومتنا خطر على عقول ابنائها من الشعب العظيم :( .. صمت بعدها بعد ان لمعت عينه بدمعة حاول ان يخفيها .. و مر الوضع ولم يستمر .. لابد ان يمر ويتغير الطغاة ولا تتغير الشعوب .. لأنها الباقية على مر الزمان و بعد ذلك صارت ذكرى
لكنها لن تنسى
------------------------------------
ملحوظه : الاسم غير حقيقى والاحداث حقيقية .. والهدف هو توضيح وضع نعيشة وليس مناقشة فكر عقيدى ما او امر دينى .. الهدف توضيح ان الفكر الدينى كأى فكر آخر يجب احترام حرية ممارسيه