Sunday, April 29, 2007

يوم إعتقلت الافكار



كان يوماً عصيبا كما قيل .. يوما عاشه "ميم" ولن ينس تفاصيلة ما ظل على قيد الحياة

------------------------------------

بعد الاعتقالات المختلفة لمختلف الرموز والكوادر لكافة الاتجاهات التى لا ترضى عنها حكومتنا المصون تحدث "ميم" بعمق متذكرا ذلك الحدث الذى وقع قرب احتفالات رأس السنة الجديدة .. لمعت عيناه عندما استرجع ما حدث .. وبدأ الحديث

------------------------------------

سنتحدث هاهنا عن مفكر ملتزم .. أحب نشر الخير .. يدعى حسام .. كان دوما عصامى وقدر له الخير فمال قلبه للإيمان
حسام يقول انه يحرم على المسلمين الاحتفال برأس السنة الميلادية .. حسام يثبتها من الكتاب والسنة .. حسام مقتنع تماما فلا داعى للنقاش .. قرر نشر رسالته .. سيكتبها على الحاسب ثم يطبعها الاف النسخ وتعم المعرفة
حسام لم يرد الا نشر فكره .. وللجميع الحق فى قبولها او رفضها .. حسام وميم اصدقاء .. ذهب حسام الى ميم ليكتب عنده الرسالة على حاسوبه لعدم امتلاكه حاسوب .. فرحب ميم بالفكرة

------------------------------------

كتبها حسام ونشرها .. الاف النسخ نشرت وقبلها الكثير ورفضها الكثير .. لكن احدهم لم يمتعض .. احدهم لم يضر .. احدهم لم يستغيث .. ومن رفضها لم يكترث
لكن أحد من قام بتوزيع الوريقة اخذته الحماسة ووزعها جوار مبنى امن الدولة .. ولصقها بالقرب من المبنى
لم تمض دقائق .. حتى ذهب الى المبنى ليكلم ( الباشا ) كما اخبر .. ذهب ثابت الجنان .. لم يبال .. لأنه لم يكن يعلم وقتها ماسيحدث .. وبدأ السؤال الابدى ( مين اللى كاتب الكلام دا )
طبعا ذلك الهمام لم يقل بسهوله فاضطر ان يقول بـ(صعوبة) بعد ان علم جيدا انه كبشرى لن يستطع التحمل خصوصا اذا تذكرنا الاثار الجانبية من تبول لا ارادى وشلل رباعى وخماسى وسداسى ايضا :$

------------------------------------

ذهب حسام الى مبنى امن الدولة ليبدأ فاصل من المعاملة السيئة ( يا ريت سيئة ) مع التحذير الدائم من ( البشوات ) بعدم فعل مثل هذه الاشياء . حتى لا يعرض نفسه ( للمخاطر ) .. ظل قرابة الاربعة ايام داخل مبنى امن الدولة .. ينعم بمعاملة المفكرين ( المصريين ) 1

------------------------------------

استيقظ "ميم" الساعة 10 مساء على صيحة من والدته .. ( اعتقلووووو حسااااااام )
(حسام مين ؟؟ ) تسائل فى عدم فهم .. ( حسام صاحبك ) قالت بغيظ .. (صاحبى مين ؟؟ ) رد بغباء

------------------------------------

بعد أن فهم "ميم" حجم الموقف اتصل بأخيه حيث كان مسافر ليعلم أين الاسطوانات والكتب و ما هو مكتوب بخط اليد ف المنزل .. كل ما هو دينى .. عادا المصحف الشريف .. كتاب مثل ( الدعوة الفردية ) ومثل ( الثمرات الزكية ) قضايا جاهزه لأن الكتب ممنوعة من التداول .. ومثلها الكثير من الافكار المقيدة من قبل حكومتنا المصون
وقرر "ميم" التخلص من هذه الكتب لأحتمال قدوم الاخوة من اصحاب الزى الاسود ليجعلوا حياته اسود من زيهم القاتم المقبض
حزف البرامج الدينية من على الحاسوب .. اخذ ما يقدر بسنين لعلماء الامة من جهد وعرق وسهر حتى وصلت لنا فى صورة افكار وكتب .. ليحرقها او يتخلص منها
دمعت عيناااااه فى عجز
اين سيضع تلك الكتب .. اسيخفيها فى حفرة كما تخفى الممنوعات ؟؟؟ .. قرر انقاذ اهم الكتب .. لاااا لا يمكن ان تحرق .. لا يمكن

------------------------------------

وصل مكان مهجور ليس به الا الكلاب والقطط تحيا فى سلام وحرية .,. بعكسنا تماما
اخرج ما سيحرقة مما انتقاه .. وابتدى الحريق ف الاشتعال ينبض بظلم تجرعته البلاد على مر السنين .. متحملين الظلم من يوم ظلم فرعون المصريين قائلا لهم انا ربكم الاعلى .. صامدين من الاف السنين.. حقا شعب عظييييييم
استمرت تلك العملية قرابة النصف ساعة ليتخلص من كل ما انتقاه .. ولم يبقا معه غير الاسطوانات المدمجة .. تلك الكنوز لمختلف العلماء والائمة .. وكتابان .. كتاب عقيدة وكتاب دعوة .. و وضع تلك الكنوز وديعة لدى اصدقائه وعاد الى منزلة و هو يشعر بنزيف فى كرامتة .. يشعر بتمزق لإرادته وحبس لحريته وافكارة .. كان يصرخ فى صمت .
كان هذا الجزء ما يحتاج ميم روايته ولم يحتاج ان يروى غيرة .. لم يحتاج أن يروى ماذا حدث لحسام بداخل أمن الدولة بمباركة ( البشوات) .. لم يحتاج ان يقول انه عاش خائفا على والدته و والده ليس اكثر اياما الى ان خرج حسام .. لم يرى فائدة فى ان يصف شعورة عندما اتصل به احد الاخوة ليخبره أن حسام ينصحه بالابتعاد عن اى نشاط او اى شئ ترى فيه حكومتنا خطر على عقول ابنائها من الشعب العظيم :( .. صمت بعدها بعد ان لمعت عينه بدمعة حاول ان يخفيها .. و مر الوضع ولم يستمر .. لابد ان يمر ويتغير الطغاة ولا تتغير الشعوب .. لأنها الباقية على مر الزمان و بعد ذلك صارت ذكرى
لكنها لن تنسى
------------------------------------

ملحوظه : الاسم غير حقيقى والاحداث حقيقية .. والهدف هو توضيح وضع نعيشة وليس مناقشة فكر عقيدى ما او امر دينى .. الهدف توضيح ان الفكر الدينى كأى فكر آخر يجب احترام حرية ممارسيه

28 شاركنى ثورتى:

الديب said...

إنا لله وإنا إليه راجعون

مع تحيات " البشوات" ..

يا مراكبي said...

لا شيء يدعوا إلى الدهشة

حائر في دنيا الله said...

الدهشة حقاً، أنه لم يعد يدهشنا تلك الأمور، التي تحدث
فقائل الحق ارهابي
والمنادي عليه مزور
وكاشف الحقيقة مجرم
وهكذا فلأنك لست مع الحكومة فأنت لست سوى مستحق االاتضافة عند أمن الدولة لتعديل أفكارك

ربنا يفك أسرنا كلنا يارب

Moslma-N said...

مش ميم بس الى لمعت عيناه من الدموع , قصته خلت عيونا تدمع بالرغم انها معتادة و بالرغم اننا سمعنا زيها كتير بس انت صحيت الالم الى سعات بيهدى لما يشوف الامل و الانتصارات و الوعى الصحيح بين الناس الذى يزيد يوم بعد يوم , لكن واضح ان الالم لم يكتب عليه الزوال بعد , صعب قوى ان واحد يحرق علم و جهد علماء و يحرق شعورة بالامن و السلام معاهم , صعب جدا ان الواحد يضحى عن افكاره و معتقداته و يؤسر فى افكار عقيمة و محدودة ,و يمكن دا متعلق بالبوست بتاع الحرية , عالعموم انا كان لى تعليق بسيط على البوست الماضى على انك استخدمت فيه شتائم و بصراحة الشتيمة مش هتفيد بحاجة و احنا لم نعتاد على ذلك فى كتاباتك , و النقطة التانية ان رتم و مود البوستات بتاعتك بقت فى سكة واحدة الايام دى , انقد الواقع بس متكترش و ركز شوية على الايجابيات و البوسات الخاصة ببث الامل فى الناس, عارفة ان فى اسباب كتير تدعوا للتشائم و لكن سمة الثورجية انهم بينقدوا الواقع مع الاصلاح و مع نظرة كبيرة لواقع افضل و حتى لو مشفوش الواقع دا بس بيعملوا ليه
اخيرا اسفه على الاطالة و السلام عليكم

Anonymous said...

الأفكار ...زى الهوا .......لو منعاوها نتخنق ونموت .....وأحنا بقالنا كتير مخنوقين

هو أحنا موتنا ولا لسه ؟

:(


ده جزء من مصايب زيها كتيرة بتحصل كل يوم

:(

مصطفى اسماعيل said...

هو فعلا فيه قهر فكرى بيحصل
بس عمر الفكرة ماهتموت
ممكن خنقها يوجع
بس هتعيش
ومافيش فكرة بتموت
الفكرة بتعيش
وبتعيش صاحبها
وبتعيش المجتمعات والانسانية



او تقتلهم

~ Bato0ot ~ said...

la elah ela allah :S

Eric Matt said...


للأسف يا صديقي العزيز أنا مقاطع السياسة و أي مدونة تتكلم فيها

لكني سأزورك بين الحين و الاخر لأسلم عليك

تحياتي لك من ماناساس البلد

^ H@fSS@^ said...

حسبي الله و نعم الوكيل مش عارفة اقلك ايه غير اني شاعرة بطعم العلقم في حلقي

تحياتي

******************************
ملحوظة: منين عرفت تحمل اغنية منير مرضاش؟؟ الصراحة جننتني لاني دخت عليها اونلاين

^ H@fSS@^ said...

niseet 2a2olak in el youtube video kaman khateer, min film " i7na bitou3 el otobees" , sa7?
admaita qalbi ya thawragi, tesba7 3alla khier.

بياترتس said...

انت عارف رأيى فى الموضوع ده
بس طريقة عرضك المسرحيه دايما بتريحنى وانت عارف كده
عايزه اقول حاجه انت متعرفهاش
ههههههههههههه
سلام وروق

Unknown said...

الحمد لله ان ميم لمعت عينة وكان حزين كل الحزن على ضياع افكارة

احنا تقريبا اتربى جوانا شعور
باننا معندناش افكار

اننا فقدنا اهم ما يميزنا عن الحيوان

اننا بالفعل حيوان
بس هاقولك اية

غير ان لسة فى امل

صاحب البوابــة said...

رائعة

جعلت قلبي يتمزق من الالم

عنوانك معبر جدا

تحياتي

ابو العربى said...

كلنا فى نفس الدوامه وكلنا معرضين لهذا ليس الفكر الدينى فقط المحارب بل كل الافكار المعارضه لنظام الحكم الفرعونى
وجب الان ان نتعاون ونتحاور ولا نرفض افكار بعضنا البعض ولكن نتعاون للخلاص من الديكتاتوريه مع اختلاف افكارنا

تحياتى

مسلم said...

ايه الجمال ده

بجد بوست رائع مع اني لا اتفق مع آخر سطرين فيه

bastokka طهقانة said...

يا ساتر يا رب

كيويس اني مليش في السياسة

chico said...

السلام عليكم فعلا القصه دى سمعناها كتير و انا شخصيا معارفى اللى واجهوا هذه المشكله كثيرين و انا شخصيا كنت هروح عند البشوات بس ربنا ستر اللى بيروح عندهم مبيرجعش
المدونه بتاعتك قويه اوى و بتناقش موضوع خطير جدا على فكره فى ناس كتير اوى مش عارفين فين اولادهم و ناس كتير اوى عايشين المأساه دى عموما ربنا يفك كرب كل الناس بالذات انهم ضحوا بحياتهم عشان فكرهم و ده مش اى فكر ده فكر دينى
و هما دول اللى قال عنهم النبى طوبى للغرباء هى دى بقى غربه الدين اللى النبى قال عليها و ان شاء الله ربنا هيمكن لدينه

david santos said...

Thanks a lot, friend! My life is to exceed the barriers of the languages and to fight against the lie of the outlaws who make the wars, Bush & Cª

صاحب البوابــة said...

مررت لأرى جديدك

فأين هو ؟؟؟

ذو النون المصري said...

موضوع متميز
ممكن اعرف لينك اي صوره للسادات منك
لاني عاوز احط عنوان موقعه بصورته عندي في مدونتي
تحياتي

Jobove - Reus said...

irreverent, iconoclastic e liberty

http://telamamaria.blogspot.com
in Catalonia - Spain

thank

Anonymous said...

احنا شعب ينعم بالحريه
ياراجل بوس ايدك وش وضهر ان نظامنا المصون حقق لنا اروع مظاهر الديموقراطيه
اتاح لنا حرية اختيار الوسيله التى سننفذ بها مايريد
وغطينى وصوتى يامه

admelmasry said...

مسا الخوف
الى متى الخوف ياأيها الخائفون
أأوجعتكم كلنا موجعون
لكم صرخة لم تقطعها الحناجر
لى دمعة لم تسعها العيون
أنا خائف .. خائف مثلكم
فلا تخجلون .. مات من يخجلون
.
.
دي لاحمد بخيت

-_- said...

لا حول ولا قوة الا بالله

Anonymous said...

أسعدت بقرأتك، و استمتعت بأسلوبك في سرد الأفكار سواء المعتقل منها أو المحرر

عمرو غريب said...

بصراحة موضوع جميل اتمني لك التوفيق

FrEe.PhArAoH said...

شكر خاااااااااااص للكل

وبعتذر عن التأخر ف الرد

شكرا للناس الجديده ع المدونة .. منورنى بجد

شكرا للى بيدخل .. عندى ومعتبر المدونه مدونته

شكرا لكل المدونين بجد

خالص مودتى للجميع

FrEe.PhArAoH said...

انت معلق على كذا حاجة و مش عارف اقرا كلامك

يمكن دا احسن :)

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by قوالب بلوجر | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Bluehost custom blogger templates