Friday, May 05, 2006

لا تصالح


من جديد دعونا نتذكر ما نحن فيه
من جديد نعرف (بل نوقن) اننا بالكاد عرب ... كلمة عربى اشعر انها وصف اكبر من ان يوصف به المعظم ف الوقت الحالى
انها محنة ولن تعدى الا بتحرك ... ما سيقدم الان هو رائعة امل دنقل الشهيره ... لابد وان توجد بكل مدونه
حتى لو كانت للتذكر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تصالح
مقتل كليب (الوصايا العشر) (.. فنظر "كليب" حواليه وتحسَّر، وذرف دمعة وتعبَّر، ورأى عبدًا واقفًا فقال له: أريد منك يا عبد الخير، قبل أن تسلبني، أن تسحبني إلى هذه البلاطة القريبة من هذا الغدير؛ لأكتب وصيتي إلى أخي الأمير سالم الزير، فأوصيه بأولادي وفلذة كبدي.. فسحبه العبد إلى قرب البلاطة، والرمح غارس في ظهره، والدم يقطر من جنبه.. فغمس "كليب" إصبعه في الدم، وخطَّ على البلاطة وأنشأ يقول ..)
(1)
لا تصالحْ ! .. ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك، ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى..: ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما.. وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما: أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطفل أبْ هل يصير دمي - بين عينيك - ماءً ؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس - فوق دمائي - ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب ؟ إنها الحربُ ! قد تثقل القلبَ .. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ .. ولا تتوخَّ الهرب !
(2)
لا تصالح على الدم .. حتى بدم ! لا تصالح ! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك ؟! أعيناه عينا أخيك ؟! وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟ سيقولون : جئناك كي تحقن الدم .. جئناك . كن - يا أمير - الحكم سيقولون : ها نحن أبناء عم. قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلِك!
(3)
لا تصالح .. ولو حرمتك الرقاد صرخاتُ الندامة وتذكَّر .. (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة) أن بنتَ أخيك "اليمامة" زهرةٌ تتسربل - في سنوات الصبا - بثياب الحداد كنتُ، إن عدتُ: تعدو على دَرَجِ القصر، تمسك ساقيَّ عند نزولي.. فأرفعها - وهي ضاحكةٌ - فوق ظهر الجواد ها هي الآن .. صامتةٌ حرمتها يدُ الغدر: من كلمات أبيها، ارتداءِ الثياب الجديدةِ من أن يكون لها - ذات يوم - أخٌ ! من أبٍ يتبسَّم في عرسها .. وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها .. وإذا زارها .. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه، لينالوا الهدايا.. ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ) ويشدُّوا العمامة .. لا تصالح! فما ذنب تلك اليمامة لترى العشَّ محترقًا .. فجأةً ، وهي تجلس فوق الرماد ؟!
(4)
لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ ..؟ وكيف تصير المليكَ .. على أوجهِ البهجة المستعارة ؟ كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. في كل كف ؟ إن سهمًا أتاني من الخلف.. سوف يجيئك من ألف خلف فالدم - الآن - صار وسامًا وشارة لا تصالح ، ولو توَّجوك بتاج الإمارة إن عرشَك : سيفٌ وسيفك : زيفٌ إذا لم تزنْ - بذؤابته - لحظاتِ الشرف واستطبت - الترف
(5)
لا تصالح ولو قال من مال عند الصدامْ " .. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام .." عندما يملأ الحق قلبك: تندلع النار إن تتنفَّسْ ولسانُ الخيانة يخرس لا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلام كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟ كيف تنظر في عيني امرأة .. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟ كيف تصبح فارسها في الغرام ؟ كيف ترجو غدًا .. لوليد ينام - كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام وهو يكبر - بين يديك - بقلب مُنكَّس ؟ لا تصالح ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام وارْوِ قلبك بالدم.. واروِ التراب المقدَّس .. واروِ أسلافَكَ الراقدين .. إلى أن تردَّ عليك العظام !
(6)
لا تصالح ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن "الجليلة" أن تسوق الدهاءَ وتُبدي - لمن قصدوك - القبول سيقولون : ها أنت تطلب ثأرًا يطول فخذ - الآن - ما تستطيع : قليلاً من الحق .. في هذه السنوات القليلة إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيلٍ فجيل وغدًا.. سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً، يوقد النار شاملةً، يطلب الثأرَ، يستولد الحقَّ، من أَضْلُع المستحيل لا تصالح ولو قيل إن التصالح حيلة إنه الثأرُ تبهتُ شعلته في الضلوع.. إذا ما توالت عليها الفصول.. ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس) فوق الجباهِ الذليلة !
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم ورمى لك كهَّانُها بالنبأ.. كنت أغفر لو أنني متُّ.. ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ . لم أكن غازيًا ، لم أكن أتسلل قرب مضاربهم أو أحوم وراء التخوم لم أمد يدًا لثمار الكروم أرض بستانِهم لم أطأ لم يصح قاتلي بي: "انتبه" ! كان يمشي معي.. ثم صافحني.. ثم سار قليلاً ولكنه في الغصون اختبأ ! فجأةً: ثقبتني قشعريرة بين ضعلين.. واهتزَّ قلبي - كفقاعة - وانفثأ ! وتحاملتُ ، حتى احتملت على ساعديَّ فرأيتُ : ابن عمي الزنيم واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم لم يكن في يدي حربةٌ أو سلاح قديم، لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ .. إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة: النجوم.. لميقاتها والطيور.. لأصواتها والرمال.. لذراتها والقتيل لطفلته الناظرة كل شيء تحطم في لحظة عابرة: الصبا - بهجة الأهل - صوتُ الحصان - التعرف بالضيف - همهمة القلب حين يرى برعمًا في الحديقة يذوي - الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي - مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة والذي اغتالني: ليس ربًّا ليقتلني بمشيئته ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة لا تصالحْ فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ .. (في شرف القلب) لا تُنتقَصْ والذي اغتالني مَحضُ لصْ سرق الأرض من بين عينيَّ والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة !
(9)
لا تصالح ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ الشيوخ والرجال التي ملأتها الشروخ هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد وامتطاء العبيد هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم، وسيوفهم العربية، قد نسيتْ سنوات الشموخ لا تصالح فليس سوى أن تريد أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد وسواك .. المسوخ !
(10)
لا تصالحْ لا تصالحْ

3 شاركنى ثورتى:

علان العلانى said...

بين الكتابة والكلام
تحية للجنوبى ومحبى الجنوبى
محاولة لقرأة بيت واحد من بيوت لاتصالح

فما الصلح إلا معاهدت –بين ندين فى شرف القلب لا تنتقص والذى أغتالنى محض لص

كنت أتسائل لماذا يسافر أمل دنقل فى التاريخ قبل الإسلام ليوظف هذه الحكايا الأسطورة لمقتل كليب ولماذا كليب فحكايته حمالة أوجه فمن الممكن على سبيل المثال تؤيلاتها انه كان يحاول أنشاء النواة الأولى لسلطة ممتدة تجمع القبائل المتشظية تحت لوائه لتكوين شكل من أشكال المملكة أو الوحدة القائمة على وجود قوة مطاعة مما تعارض مع خطاب البدواه فى عصرة هل كان هذا ما يدور فى ذهن أمل أم أن السبب تحالف التأويل الدينى الذى صاحب تحول سياسة الدولة من سياسة مقاومة الى سياسة منبطحة -- ,ان جنحوا للسم – يبدو ان فقهاء السلطه لم يكونوا يقصدوا دولة أسرائيل زراع الأستلطاخ الطويله فى المنطقه ولكن كانو يقصدوا ولى الأمر--بان جنح للسلم فلم تجنح دولةاسرائيل للسلم ولا ينبغى لهاولو كان هناك من يستطيع صنع سلام مع كيان سياسى يهودى لكان ذلك قد تم لخير خلق الله محمد الرحمة المهداة فقد نقضوا سلام محمد أبن عبد الله صلى الله علية وسلم وهو الذى لاينطق عن الهوى وغدروا به أيستجيب الصهاينه لسلام محمد أنور السادات ، أو محمد حسنى مبارك أقول هل مبادرة فقهاء السلطة الرسمين فى أضفاء الشرعية لتوجه النظام الجديد الذى قنع من الغيمة بالأستسلام يقول أمل-- أنه ليس ثأرك وحدك لكنة ثأر جيل فجيل وغدا سوف يولد من يلبس الدرع كاملة---------أى كانت الأسباب التى جعلت أمل يوظف الحكايا فقد تحولت لاتصالح الى ملحمة أو جزء من ملحمة شرع فعلا فى بنائها بأعترافات وأستنطاق بقية شخصيات الأسطورة وان لم يمهل القدر الفنان ولكنة وضع الأساس للرؤيه وقدم شهادتة للتاريخ لقد كان أمل دنقل فى لاتصالح مثل رؤيته لأبن نوح فى قصيدته مقابلة خاصة مع أبن نوح فى أوراق الغرفة 8---- قال لا للسفينه واحب الوطن كان مثل ديجول هذا الضابط الذى غادر فى أخر طائرة من فرنسا وأخذ معة شرفها ليقود من الخارج رحلة عودة الروح لا عودت الوعى فما معنى الوعى بدون الروح الا فى عالم الدمى التى تتحرك بالرمود كنترول لا استطيع ان اتوقف عن الكتابة عن لاتصالح كما لايستطيع الحر أشتنشاق النسيم المدنس كما يقول الشاعر الحر أمل ولكن فى عجالة أقول لقد وضع أمل فى القصيدة شهادة كفيلة بأن تدين شهادة ملك شهادة لا تتيح للمجرم الا الأعتراف بالجرم ولهذا سيطول تغيب القصيدة وستتعدد الوسائل لمحاولة أدخالها مولد النسيان عندما أفتح ديوان أمل الذى أهترئت صفحاته بعد التجليد الثانى له فهو بالنسبة لى لم يكن ديوان شعر بل قاموس رؤية أقول كنت أطالع أول تعليق كتبتة وأنا لا أزال طالب على القصيدة تحت كلمة لا تصالح – قرأت"أقوى اعتراض متكامل على معاهدت الكامب وتبقى القصيدة وها هى المعاهدة ولكن ترى من سوف ينتصر الشعر أم الأقتصاد تلك مقولة التاريخ –

لاتصالح فما الصلح إلا معاهدت بين ندين فى- شرف القلب لا تنتقص- والذى أغتالنى محض لص

بعد ان استعرض أمل فى شهادته كل اوجه القضية بحيث لم يترك جانب من جوانب التمويه الا وفنده ولكى يحسم الأمر الحسم الكامل والنهائى وضع أمل التعريف الجامع المانع الفصل الذى يتحدث عنة المنطق والمناطقة—فعندما نقول الحصان حيوان ذو اربع يجمع ذلك مع الحصان كل الحمير والدواب فهو تعريف جامع للنوع وغير مانع للوحوش وعندما نقول الحصان حيوان يركب فقد أخرجنا الوحوش –الا المروضه فى الخليج – ولكن يتوه الحصان بين الجمل والحمار وعندما نقول الحصان حيوان ذو صهيل فقد قدمنا التعريف الذى يقدم الحصان ويمنع غيره
وهذا ما فعله أمل فى وقت كان الخطاب العالمى كله موظف لتؤيل الإستسلام وتقديمة على أنه السلام يقول أمل موضحا ذلك وفى نقس القصيدة – كنت أغفر لو اننى مت مابين خيط الصواب وخيط الخطأ.

لا تصالح فما الصلح إلا معاهدت بين ندين فى- شرف القلب لا تنتقص- والذى أغتالنى محض لص

لكى نفهم ماذا فعل أمل هنا لابد أن ننظر إلى كيف تذداد نبوئتة فى القصيدة رسوخا مع الأيام ولكى نفهم عبقرية الرؤيه فالنقارن هذا مع مبدع أخر لة أسهامة الجيد فى القصيدة السياسية وهو نزار قبانى واشدد القصيدة السياسية أنظر الى اخر قصائدة أنا مع الأرهاب فرغم صدقها وجمالها وجرئتها ووضوحها الا أنها لم تستطع ان تتجاوز الغضب الى تفكيك المعنى المموه والأحبولى للأرهاب او للمفهوم المقصود تغميضه وعدم تقديم تعريف له يصوغة قانونيا ويوقف تغوله توغله الجامع الغير مانع الذى يدخل الحمير مع الحصين مع الأسود مع الكلاب حظيرة واحدة فى سوق أرهاب معاكس يجعل سيف القانون مسلطا على الجميع بقصد التحكم وللغرابة الأرهاب لم يقم نزار بذلك وهذا مفهوم فليست هذه وظيفة الشاعر بل قل هو من لزوم مالايلزم ولكن أمل ألزم ما لايلزم بمضاء الرؤيه وجسارةالجنوبى وعبقرية شاعر عاش شاعر ومات ثائرلذلك واجه الموت فى عينه وكان راضيا

أقول لقد فكك أمل بهذا التعريف كل أحابيل المناورة والمؤامرة وترك خصومه عريا أمام التاريخ وبطول التاريخ لا تستر عورتهم حتى ورقة توت

اعتذر على التطويل ولكن نكأت الجراح فلا تصالح جديرة بمجلدات من للكتابه عنها واعادت قرائتها

لم تكن فرعون فى هذا البوست فقد كانت لا تصالح عصا موسى وفرعون يخافها

تحية من محب لأمل وكل أمل

FrEe.PhArAoH said...

ما اروع ردودك فهى مواضيع
اشعر اننى اخترت اختيار غير عادى (_بالنسبة لك ) عندما وضعت هذا الموضوع ... لكن ردك بالفعل اظهر الكثير عن علان الاديب وعلان المثقف وعلان العربى ... شكرا على تشريفك مدونتى المتواضعة .

علان العلانى said...

مدونه تتحمل لاتصالح ليست متواضعة انت المتواضع وهذا مفتقد فى كثير من الشباب والتواضع ثمة العلماء جعلك الله منهم وأثابك ثواب من تواضع له علان يا أخى رجل عامى من العوام كمئات الألاف بل الملاين مثلة فى هذا الشعب الكريم اشكرك على حفاوتك وكرم ضيافتك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by قوالب بلوجر | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Bluehost custom blogger templates